عقلية المتداول الناجح.

عندما بدأت التداول لأول مرة ، كنت مهتمًا أكثر باستراتيجيات التداول ، وتحليل الرسم البياني ، وكيفية إجراء التحليل الأساسي ، لكنني لم ألاحظ التأثير النفسي .عندما دفعت مقابل الدورات التدريبية وجدت محورا كبيرا مخصصًا إلى نفسية المتداول لذلك لم اعره اهتمام و تخطيته لأنني اعتقدت أنه مجرد كلام فارغ ، إنه فقط إكمال للوحدة التدريبية وجعلها طويلة ولكن في اللحظة التي بدأت اتوقع فيها الأسواق ، أدركت أنني ارتكبت خطأً كبيرًا.

يعتبر تحليل السوق والاستراتيجية المتبعة مفاهيم ملموسة ولكن النفسية الخاصة بالمتداول شيء مجرّد ولهذا السبب يعتقد المبتدئين أنه كلام فارغ ولكن بالنسبة لي فإن السيطرة على النفسية هو الأهم على مستوى التداول ، اسمح لي بارتداء قبعة المدرب النفسي لشرح ماذا يعني الانضباط النفسي في التداول.

الأسباب التي تجعلك تخسر

الخوف : هو عاطفة لا يمكن السيطرة عليها ، لذلك إذا كنت من بين الأشخاص الذين يخافون على خسارة المال ، أنصحك بالبحث عن مجالات أخرى لكسب المال لأن التداول ليس لك ، فهذه العاطفة هي الأساس الذي يجعل غالبية المتداولين يخسرون. غالبًا ما يخشى الناس إغلاق المراكز الرابحة قبل أن تصبح توقعاتهم صحيحة دون أن يظهر السوق اي مؤشر للاعتماد عليه فقط دافع الخوف يسيطر.

الإنكار : هو حقيقة نكران ما يحدث أمامك ، على سبيل المثال ، عندما يشتري المتداول أصلًا ماليًا ثم ينقلب السوق عكس توقعاته سيعتبر أن السوق فقط يقوم بتصحيح طفيف ويبقي الصفقة سارية المفعول ثم سينتظر وينظر امور لا وجود لها أصلا في حين أن السوق في الواقع يغير الاتجاه. هذه العاطفة تجعل المتداولين يدخلون في صفقات غير منطقية ولا يقبلون حقيقة اتخاذهم لقرارت متهورة وأحيانًا يصل الامر إلى نداء الهامش فقط لعنادهم.

الجشع : هذه المشاعر تجعل المتداولين يفكرون بمنطق كمية المال و أحيانًا يصل السوق إلى الهدف ولكن المتداول لا يمكنه الخروج من الصفقة لأنه يرغب في الحصول على المزيد من المال وبالتالي عودة السوق لمستويات ادنى.

عدم الكفاءة : هم المتداولين الذين لا يعرفون شيئًا عن التداول ولكنهم يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء. أنصحك بأخذ وقتك في التعلم أولاً.

الأسباب التي تجعلك تفوز.

الانضباط : هذا شيء بالغ الأهمية في التداول ، اسأل نفسك أولاً هذا السؤال هل أنا منضبط في حياتي؟

إذا كانت إجابتك لا ، حسنًا ، أنت في منتصف الطريق لتصبح منضبطًا ، وأراهن أنك لن تواجه مشكلة مع الإنكار.

إذا كانت إجابتك بنعم ، دعني أطرح عليك سؤالاً آخر: هل سبق لك كسر هذا النظام بنسبة 5٪؟

إذا أجبت بنعم فأنت لست شخصًا منضبطًا.

الموضوعية : عندما ترى حالة السوق في الوهلة الاولى يجب أن تكون واقعيًا ، يجب ألا ترى ما تريد رؤيته بل مايحاول السوق أن يظهر على سبيل المثال السوق في طريقه الى دعمً كبيرً ولكنك تظل محافظا على صفقتك وتتوقع كسرها ، هذه الموضوعية ستتطور  لديك عن طريق الأسس التي سنذكرها في هته المقالة.

 العقل الباطن : يجب أن تكون كل الصفقات التي يمكنك القيام بها محسوبة جيدًا ، وأن تكون متقنة جيدًا من حيث التحليل والاستراتيجية كما يجب أن يكون كل هذا في وقت وجيز أنصحك أن لا تترك شيئًا للصدفة.

الغريزة : ان كنت قادرا على استعمالها و تطويرها حثما ستكون شيئًا يدفعك لأخذ صفقات جيدة ولكني لا أنصح المبتدئين بأخذها في الاعتبار لأن الغريزة تتطور من خلال الخبرة والتخصص في السوق.

الصفات التي يجب أن يتمتع بها المتداول

الثقة بالنفس : تُكتسب الثقة من خلال الوعي بمن نحن. اسمح لي بشرح الامر بطريقة أخرى ، إذا كنت على دراية بتجربة حياتك وثرائها ، فستكون واثقًا من نفسك. إنه ليس تحليلًا بسيطًا بالمؤشرات والمنحنيات والحسابات والأخبار ... إنه يتعلق بمعرفتك المتعلقة بثقتك بنفسك بناءً على تجربتك في الحياة وليس في التداول فقط.

كم مرة قلت "آه لقد كنت اعلم ذلك ..." لكنك لم تفعل ذلك في الوقت المناسب لأنك جعلت عقلك يشك. أنا لا أقول أن الغريزة هي أفضل تحليل ، بل أقول فقط إذا كانت معرفتك تتطابق مع وضع السوق ، فتخذ صفقنك وكن واثقًا.

الصبر : الآن بعد أن عرفت كيف تكون واثقًا من نفسك ، عليك أن تتحلى بالصبر. الصبر في التداول ضروري ويجب أن يكون متوافقا مع خطة التداول الخاصة بك. يجب ألا تفقد الصبر أو تفقد الأمل. هذه التفاصيل مهمة للغاية لأننا في خضم دراسة الشق النفسي للمتداول ولسنا نتحدث عن تحليل يركز على الامور الحسابية و المعطيات. الصبر مبني على الثقة بالنفس ، مما يعني أنه قبل أن تتحلى بالصبر ، عليك أن تفهم سبب حاجتك إلى التحلي بالصبر. هنا يمكننا أخذ تحليلك بالاعتبار. لا يجب أن لا تدخل في صفقة دون أن تعرف السبب. لذا فإن أفضل طريقة لاكتساب الثقة هي تذكير نفسك بالسبب وراء استثمارك. لديك ثقة في نفسك لأنك تفهم الموقف الذي تواجهه. عليك فقط الانتظار والتمسك بالخطة.

المسؤولية : يجب أن يفهم المتداول أن كل ما يحدث في يومه سيكون من مسؤوليته الخاصة. لا يلوم المتداول الناجح اتصال الإنترنت أو الوسيط أو السوق ، فالمتداول الفائز مستقل لأنه يعرف أنه يتحمل المسؤولية بشكل حصري ، غالبًا ما يعتقد المتداولون المبتدئون أنهم اصابوا بسبب مهاراتهم و عبقريتهم لكنهم يخسرون بسبب الاخرين.

ديناميات علم النفس في التداول

النفسية التي طورناها أثناء طفولتنا تتميز بالعديد من الديناميات السلبية في التداول ، وتوقعاتنا المستمرة لها ألم عاطفي بشكل منتظم  ، هذا الألم العاطفي يؤدي إلى تطوير آليات الحماية من الألم (مثل الخوف) ، بسبب هذا الخوف سنضيع العديد من الفرص التي ستعمل على تنشيط نوع آخر من الألم العاطفي ، هذا الاخير سوف يؤدي الى بناء آلية وقائية أخرى ضد الألم (شكل آخر من أشكال الألم) و هو الخوف ، هذا التراكم من الالم سينتج عنه تطوير الخوف لديك حتى يصبح هو المسيطر و بالتالي سيكسر كل النظام

السوق محايد

منذ طفولتنا تعلمنا أن نربط الخطأ بشيء سلبي وهذا يجعلنا غير مرتاحين ، بطبيعة الحال عندما يعطينا السوق انطباعًا بأننا مخطئون ، تطفو على السطح المصائر السلبية للتجارب الماضية ، وهذا يمكن أن يجعلنا نحلل المعلومات على أنها سلبية الشيئ الذي سيعطل موضوعيتنا ، وبالتالي سنمنع من رؤية الفرص عند ظهورها .

من وجهة نظر السوق ، تكون المعلومات دائمًا محايدة ، بغض النظر عن تصورنا ، فلا يجب أن تلوم نفسك لأنك لاتعرف اتجاه السوق مسبقا ، الغرض من التداول ليس أن تكون على حق ، بل بالأحرى الفوز على المدى الطويل.

كل شيء يمكن أن يحدث

غالبًا ما يجب أن نفهم ما وقع في الماضي لنكون قادرين على توقع المستقبل ، او بالاحرى الشيئ الوحيد الذي يجب أن نستوعبه أن كل شيئ يمكن أن يحصل. الفجوة بين الواقع والتوقع ستسبب ألمًا عاطفيًا. لا يتطلب الأمر سوى عملية من قبل مشارك كبير في السوق لإلغاء توقعنا ، إذا أجرى هذا المشارك معاملة ذات حجم كبير جدًا ، فقد يتسبب ذلك مؤقتًا في تحرك الأسعار في اتجاه قد يكون مخالفًا لتحليلنا أو صفقتنا ، عندما يكون السوق هو فقط نتيجة للعرض و الطلب ، يمكن شرحه بعدد غير محدود من الطرق. لهذه الأسباب ، يجب أن يكون لدينا إدارة مخاطر كافية.

مهم جدًا: أخيرًا عليك أن تتداول برأسمال تكون على استعداد لخسارته تمامًا ، وهذا سيقلل من الضغط ويسمح لك بالتحكم في حالتك النفسية ، ورأس المال الذي يجب استخدامه في التداول ، يجب أن يكون مصدره مدخراتك الخاصة ، أي يجب ألا تقترض المال أبدًا للتداول كما قلت سابقًا يمكن أن يحدث أي شيء في الأسواق المالية.